حصل محمد دياكيتي على درجة الدكتوراه في العلوم الإسلامية من جامعة الزيتونة بتونس عامَ ٢٠٠٧، وهو متخصص في دراسة مخطوطات مالي القديمة، وخاصَّةً تلك المتعلقة بشَعْب «الفُلَّان». وقد ناقش رسالة دكتوراه متعلقة بالموضوع الآنف الذكر تحت عنوان «إسهامات شَعْب الفُلَّان بمالي في الحضارة الإسلامية في أثناء القرنَيْن الثامنَ عشرَ والتاسعَ عشرَ». عمِلَ الدكتور دياكيتي قَيِّمًا للعديد من متاحف المخطوطات القديمة في مالي، وجنوب إفريقيا، وألمانيا. وعمِلَ كذلك زميلًا باحثًا بجامعة كيب تاون (جنوب إفريقيا)، ومدرسة المعلمين العليا في ليون (فرنسا)، وجامعة بكين (الصين)، وجامعة إلينوي في إربانا-شامبين (الولايات المتحدة الأمريكية).
وشارك محمد دياكيتي في العديد من المؤتمرات المحلية والعالمية. وله العديد من الأعمال والمقالات التي نُشِرَ بعضها، والبعض الآخر في انتظار النشر. وقد شَغَل منصبَ المدير العام لمعهد أحمد بابا للتعليم العالي والبحوث الإسلامية في تمبكتو منذ ٤ إبريل ٢٠٠٨.
ملخص الورقة البحثية: تحدياتُ فهرسة المخطوطات الإسلامية وتحقيقها: معهد أحمد بابا في تمبكتو نموذجًا
يُعدُّ معهد أحمد بابا للتعليم العالي والبحوث الإسلامية بتمبكتو أكبرَ مركز لحفظ المخطوطات في إفريقيا جنوب الصحراء؛ إذ يضمُّ حوالي أربعين ألف مخطوط تشملُ العديدَ من المجالات المعرفية، خاصَّةً ما يتعلق بالفقه، والحديث، والأدب، والتاريخ … إلخ.
وستتناولُ الورقةُ البحثية معنى الفهرسة؛ التي تعني الوصفَ القياسي أو المعياري للمخطوطات. وتُعَدُّ الفهرسة أيضًا محاولةً علمية لتسهيل وصول الباحثين والقُرَّاء إلى المخطوطات.
وسوف نُشير إلى أنه يجب على المرء – حتى يكون مفهرسًا جيدًا – أن يكونَ ذا دراية واسعة بالثقافة الإسلامية تُمَكِّنُه من تحقيق المخطوط، وتوثيق اسم مؤلفه، وفهم أنواع الخطوط – المغربي منها والمشرقي والسواداني -، وتطبيق أيِّ معلوماتٍ مفيدة قد تُسهم في تحسين فهرسة المخطوطات.
وفيما يتعلق بمحفوظات معهد أحمد بابا للتعليم العالي والبحوث الإسلامية بتمبكتو فقد بدأت الفهرسة الفعلية في تسعينيات القرن العشرين؛ الأمر الذي مكَّن مؤسسةَ الفرقان بلندن من نشر ست مجلدات، يحتوي كلُّ مجلد منها على ١٥٠٠ عنوان. وقد نُشرت فهارس أخرى جنبًا إلى جنب مع مواد معهد أحمد بابا محليًّا تحت شروط وضعها المانحون. وعلى الرغم من كون هذه الأعمال مفيدةً، فإنها غيرُ متاحة للباحثين للاستفادة منها.
وسيتناولُ عرضُنا أيضًا وصفًا للمنهج الذي اتبعناه في الطبعات المحققة لمواد المعهد؛ والذي يتضمن تحقيقَ نصوص المخطوط، ونشرها بطريقة تجعل قراءتها أسهلَ مقارنةً بالخط اليدوي. وسنُشير بالتفصيل إلى التحديات التي واجهت بعضَ المحققين المحليِّين، والصعوبات التي تغلَّبوا عليها؛ لإعداد طبعات مُحقَّقة لمخطوطات بعينها.
إذا كان الهدفُ المنشود من الحفظ المادي والرقمي للمخطوطات يتمثَّل في استخداماتها العلمية، أو بعبارة أخرى تحقيقها لنشر محتواها؛ ذلك أنه ليس مُقَدَّرًا للمخطوطات أن تظلَّ حبيسةَ المتاحف – فهذا في حدِّ ذاته أحدُ التحديات التي يجب التغلُّب عليها؛ لما في ذلك من مصلحةٍ للأجيال القادمة.