أولجا فيرلاتو طالبة بدرجة الدكتوراه في التاريخ والدراسات الإسلامية والشرق أوسطية في جامعة نيويورك، وتتناولُ أبحاثُها التاريخَ الثقافي والاجتماعي لمصر الحديثة، مع التركيز على مسألة التنوع اللغوي والطباعة والتعليم بلغاتٍ متعددة. أجرت أولجا بحثًا أرشيفيًّا بلغاتٍ متعددة، وفي مواقع مختلفة؛ من بينها مصر، وإيطاليا، وفرنسا، والمملكة المتحدة.
وعلى مدار مسيرتها الأكاديمية قدمت أولجا أعمالها في مناسباتٍ عدة، كان أحدثها مؤتمر بعنوان «إيطاليا وقناة السويس»، في مدينة تورينو الإيطالية، وورشة عمل بعنوان «التيارات والعملة: التداول الثقافي في منطقة البحر المتوسط وخارجَها»، في مدينة أنطاليا بتركيا صيفَ ٢٠١٩. وقد ظهرت أعمالها كذلك في عدد من المنشورات الأكاديمية، وحصلت على جائزة فَلَك صوفي للمقال التذكاري عن مقالها المنشور في مجلة «موضوعات ونقاشات الشرق الأوسط» (Middle Eastern Topics and Arguments). وبالإضافة إلى بحثها الخاص برسالة الدكتوراه، فإنها تعكف حاليًّا على إعداد مقال مرتقب حول التعليم الإيطالي في مصر، من المقرر نشره في مجلد محرر مع بالجريف ماكميلان. حصلت أولجا على مدار مسيرتها الأكاديمية على عدد من الزمالات؛ من بينها زمالة زائر متخرج لجامعة نيويورك باريس لعام ٢٠٢٠، وزمالة ريتشارد بايلي وايندر الصيفية للغات ٢٠١٨.
ملخص الورقة البحثة: طباعة المخطوطات العربية في القرن السادس عشر: مطبعة «ميديسي أورينتال برس»، من شمال إفريقيا إلى روما والعودة
تبحثُ الورقة البحثية في تاريخ الشبكة الفكرية والمهنية التي نشأت في القرن السادس عشر حولَ أنشطة مطبعة «ميديسي أورينتال برس» في روما، التي بدأت بعدَ تأسيسها في سنة 1584 بتمويل رحلات استكشافية؛ بغرض جمع إصدارات من المخطوطات النفيسة من شمال إفريقيا، وإثيوبيا، والشرق الأوسط (تشمل مخطوطة الجغرافيا الوصفية للإدريسي، والقانون لابن سينا، وسلسلة من كتب النحو العربي)؛ بناءً على خصائصها الجمالية المنظورة، وفائدة محتواها. وقد استعانت بخبراء من المنطقة، يتعاونون مع مستشرقين ودور طباعة في روما؛ لإنتاج كتب تبدو مشابهةً من حيث الشكلُ للمخطوطات؛ لتُباع بعدَ ذلك في مختلف الأقاليم العثمانية. تُعيد ورقتي البحثيةُ رسمَ رحلة تلك النصوص وهؤلاء الأفراد، بدايةً من انتقاء المخطوطات وجمعها، مرورًا بإنتاج الخطوط الطباعية والإصدارات المطبوعة العربية، إلى محاولات مطبعة برس بيعَ المنتجات النهائية.
وعلى المستوى التجريبي، تُلقي الورقةُ البحثيةُ الضوءَ على تاريخٍ لم ينلْ حظَّه من الدراسة الكافية، ويتعلق بشبكة عابرة للأقاليم من تداول المواد وإنتاج المعرفة، وتُميطُ اللثامَ عن مساحة من التعاون والتبادل المتعدد اللغات والمواقع. ومن منظور منهجي، صغتُ إشكاليةَ هياكل السلطة التي ينطوي عليها مشروع «ميديسي»؛ ومن ثمَّ، فإن الورقةَ تتتبَّع تأثيرَ تصوُّرات معينة للقيمة الجمالية والتربوية للمخطوطة على الإصدار المطبوع منها، وما التصورات الموجودة فيها سلفًا بشأن ذوق المستخدمين المتصوَّرين لهذه الأعمال من شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وقُرّاء المخطوطة بصورة أشمل، عندما يصادفون تلك الحالات المبكرة وغير المسبوقة من المطبوعات العربية.